الجمعة، 13 يوليو 2018

اختار التطور على التكاسل لأن نجاحك يعتمد عليه

اختار التطور على التكاسل لأن نجاحك يعتمد عليه

Choose Growth Over Comfort—Your Success Depends on It



في عيد ميلادي العاشر كان والدي (مزارع عادي) جمع بعض المال ليشتري لي حصاناً. فأنا كنت اتوسل إليه ليشتري لي مهراً صغيراً. ولكني أظن أنه اعتقد أنني أريد حصاناً كبيراً وكان لونه بني وطويل جدا (بالنسبة لي)  ومسن. فهل سيسمح لي وأنا صغيرة بالركوب على ظهره أكثر من مرة.
أتذكر وأنا انظر اليه كان ارتفاعه 14 قدم وكنت اشعر برهبة شديدة منه. واتعجب كيف سأقفز عالياً واجلس على ظهره؟! كيف إذن سأتعلم قيادة ذلك الحصان؟!! ولكنني كنت مصممة على تعلم ذلك و لذلك في كل صباح قبل ذهاب إلى المدرسة كنت أضع السرج على ظهره وأروضه.
في البداية كنت خائفة ولكن مع مرور الوقت أصبحت أكثر ثقة وبالاستمرارية أصبحت (ملكة سباق الحواجز المحلية) رائع هذا ما كنت أريده على اية حال.
فكانت تلك السنوات التي تعلمت فيها قيادة حصاني الأول والثاني كذلك (الذي فزنا به في السحب)
قد تعلمت الكثير من الدروس المهمة في الحياة. فالأول والأهم: أته لا يتفق أبداً التطور والتكاسل على قيادة نفس الحصان.
جيني رومتي (Ginny Rometty, CEO of IBM) المدير التنفيذي لشركة أي. بي. أم. قالت شيء مشابه لذلك وينطبق على طبيعة عملها (العمل بجد و التراخي لا يمكن لهما التعايش معاً) حتى إذا كنت متقدماً في عملك بخطوات كبيرة يجب أن تتعلم مهارة جديدة و تابع هدفك وأصنع فرصة . فلا يمكنك أن تنمو لتصبح الشخص الذي تريد إلا إذا أخرجت نفسك اولاً من منطقة الراحة.
منذ طفولتي في ريف أستراليا، اتخذت خطوات كثيرة بعيداً عن منطقة راحتي (بعيداً عن الكسل و التراخي) . كل خطوة فيها عززت لدي الحقيقة العالمية هي (أن ما تتمناه موجود على الجانب الأخر الذي تخاف منه كثيراً.)  ويتطلب ذلك أن نسمح لأنفسنا بأن نكون عرضة للرفض وفقدان الأصدقاء والسقوط لفترة قصيرة.
سحر الحياة يبدأ خارج منطقة راحتك. ربما تكون جملة شائعة ولكن ذلك لا يسمح لك بالتشكيك في الحقائق و هو ما يخرج منه الأسئلة التالية:
لماذا يتعامل الناس بسطحية خلال حياتهم ويقضون أفضل سنوات عمرهم منغمسين داخل منطقة الراحة؟!!!
الإجابة بسيطة:
فنحن متمسكين بأماننا وأمننا وتقبلنا الاجتماعي و لا نقبل المخاطرة بهم. ممكن نكون من سكان المدب الحديثة أو الريف العصري ومع ذلك نمتلك عقول قديمة جداً ونجدها واضحة عندما لا نلتفت إلى كل تلك التنبيهات للمخاطر المحتملة التي تقود إلى نهاية الحياة.
لهذا السبب فنجد في ثقافة 24/7 (ثقافة الخوف) يجب أن نكون يقظين بفطرتنا لحماية أنفسنا من المواقف التي تشعرنا بالقلق وذلك بدلاً من الدخول في مواقف تمكننا من النمو والتطور ففيها نعرف ما هو التالي؟!
فالراحة (التكاسل والتراخي) لا يبقى أمان للأبد. فالتمسك بالراحة حالياً قد يوفر لك إحساس قصير بالأمان ولكن بقاؤك فيها وقت أكثر من اللازم فتدخلك بقوة في الحياة سوف يذبل تدريجياً.
في كثير من الأحيان، أقابل صدفةً عدد من الناس الذين فقدوا الثقة في قدراتهم لأنهم عندما أُعطوا الاختيار بين الأعمال الصعبة   والبسيطة، اختاروا الأخيرة.
في الواقع، فإنهم عن غير قصد قد حرموا أنفسهم من:
o     تعلم مهارات جديدة،
o     صقل مواهبهم،
o     شحذ قوتهم،
o     توسيع طاقتهم،
o     تعزيز قيمهم،
o     وأيضاً من شق طرق منيعة في الحياة.
خذ دقيقة وفكر فيما هي الأشياء التي أنت فخور بها في حياتك اليوم؟ وأنا سأضمن لك أنه لن شيء كان سهلاً ولم يصلٌك؟
في الواقع، من المحتمل أن يكون هناك شيء قد تحديت ووصلك بالعديد من الطرق الجديدة والمبتكرة والتي توضح لك كيف تدور الحياة؟ فنحن لا نتطور من خلا أمور الحياة السهلة أ من أي شيء يمشي تبعاً للخطة المرسومة.
 والأصح، أننا نتطور عندما نجتهد وعندما نقبل التغيير، فنحن عندما نلقي الكرة بشكل منحني فيجب أن نحفر حفرة عميقة. وما أعنيه _ تخيل فقط أن التطور والنجاح الذي فاتك كان كل شيء لم تفعله أوكنت تريد أن تفعله وبالتأكيد ليس بنصف قدراتك التي أنت عليها.
كذلك لو أنك نظرت نظرة إلى المستقبل، أنا أستطيع أن أضمن لك أن التقدم الذي تريد تحقيقه غالباً وصنع حياه تكون مليئة بالمعنى والتواصل والمشاركة سيتطلب منك أن تختار العمل و التطور على الكسل و الراحة وبالتالي مقايضة الأمن المعتاد بما هو جديد ومجهول.
لتشجيعك على تبني غير المألوف كشرط أساسي للنجاح الحقيقي، فأنا أحفزك لتبتكر رؤية جديدة لمستقبلك و التي تكون حقاً ملهمة لك. واحدة توصلك للأفضل عن تلك التي تحمي غرورك وتقبلك الاجتماعي.
غالباً ما نبقي رغبتنا للظهور بمظهر جيد أفضل من القيام بعمل جيد.
مغادرة منطقة الأمان يتطلب منك الشجاعة فإنه لو لم تكن واضحاً لماذا تحتاج أن تضع نفسك (خارج ذلك) حيث لا تجرؤ على الخروج.
فإن لم ولن تحقق ما تكون قادراً على فعله ومل يريده العالم منك، فأنت بذلك تضمن لنفسك الذهاب إلى قبرك ولكن مازال ذلك اللحن في داخلك. ولو أنه شيء أعرفه جيد هو أنك لا تريد ان يحدث ذلك.
من أقوال نلسون مانديلا: ((لا تجد الأشياء المحببة بصدق تتحقق بعمل بسيط (برمية كرة صغيرة) _ في الاستقرار من أجل حياة هي أقل من تلك التي تستطيع أن تعيشها)).
“There is no passion to be found playing small—in settling for a life that is less than the one you are capable of living.”
أنت تعرف جيداً ما هي القلوب التي تستقر بها وتبيع نفسك رخيصاً _ في الحياة تخلع نفسك من الاهتمامات التي ثير شغفك.
وكما كتبت سابقاً في ((الشجاعة)): أنه ليس متأخراً أبداً أن تصبح الشخص الذي ترغب في أن تكونه. لذلك خذ نفَساً عميقاً ممتلئ بالإيمان والثقة وخالي من الخوف. تواصل مع تلك الرؤية العميقة التي هزت قلبك مهما كانت الفجوة التي تٌخلق بين أين أنت الآن؟ وأين تريد أن تكون؟ وبعدها اتخذ قراراً شجاعاً والذي يعني أنه حان الوقت لتأخذ أول خطوة واثقة نحو المستقبل الواعد الذي تحلم به.
لكنه بعيد عن الطريق المألوف والممهد (المريح) الذي قد يشدك نحوه بكل قوة.
ثق في نفسك وكن مؤمناً بأنك تمتلك كل شيء و أنا أعني كل شيء- حيث يتحتم مواجهة أي تحديات تظهر في طريقك الاتي.
ترجمة: مدونة تعلم وتدرب.
لقراءة المقال الأصلي بالإنجليزية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات المميزة

اهم ما تريد معرفته عن طبيعة طفلك - د. مصطفى ابو سعد

اهم ما تريد معرفته عن طبيعة طفلك - د. مصطفى ابو سعد فهم طببعة الطفل - د. مصطفى ابو سعد كيف تفهم طفلك اهم ما تريد معرفته عن شخصية ...

المشاركات الشائعة